Wednesday, October 7, 2009

Influence of Western schools in modern Arabic literary criticism


المدارس الغربية وأثرها في النقد الأدبي العربي الحديث

المقدمة

النقد الأدبي استعداد إنساني وميل فطري في أساسه، يمكن أن يقال إن كل أدب إبداعي يصاحبه نقد، وإنه على قدر نشاط الإبداع الأدبي وتنوع أشكاله ودرجته من الجودة يكون النقد. وشهد العالم الغربي ولادة كثير من المدارس المتعلقة بالنقد والعلوم الإنسانية الأخرى. هذه المدارس "موجات" تحقق أهدافا وغايات وأشواقا دفعت إليها أسباب موضوعية، واستدعاها تطور طبيعي يشمل البشر بنشاطهم العلمي، والثقافة بقيمها المتجددة، والنظام الاجتماعي في سعيه إلى تحقيق التقدم. وفي القرن التاسع عشر نشأت عدة مدارس للنقد، حتى إن ت.س.إليوت[1] T. S. Eliot  وصف عام 1919م بالفوضى.[2]

وينبغي أن ندرك:
·        أن المدرسة الأدبية هي بدورها تؤسس اتجاها نقديا      
·        أن هذه المدارس الأدبية تعبر عن صورة عصرها
·        أن هذه المدارس تركت أثرا، تختلف درجة تأثيره، في الأدب العربي الإبداعي وفي النقاد العرب كذلك.[3]
لقد جرى عرف الباحثين بأن العصر الحديث، بالنسبة إلى مصر وكافة أقطار الوطن العربي، يبدأ مع نزول الحملة الفرنسية في مصر عام 1798 اعتمادا على أن هذه الحملة حققت الاتصال – الذي لم ينقطع – بين أوربا والشرق العربي. هذا الاتصال الذي ترك، ولا يزال يترك، آثارا عميقة في الحياة العربية الثقافية والاجتماعية والعلمية والسياسية تختلف مراحل التأثر وصوره واتجاهاته، إذ كان تأثير الثقافة الفرنسية غالبا في مرحلة، والإنجليزية في مرحلة أخرى، والأمريكية في مرحلة ثالثة. وبعد اتصال الأدب العربي الحديث بالآداب الغربية وبمذاهب النقد المعاصر في الغرب، حصل على تطور كبير في النقد العربي الحديث. فخضع النقد العربي لما يخضع له النقد الغربي الحديث من مذاهب وتفسيرات علمية موضوعية مختلفة للنقد. تشير هذه الدراسة إلى جوانب متعددة لأهم مدارس غربية وأثرها[4] في النقد العربي الحديث وفي نقادها خاصة.

1.     الكلاسيكية المحدثة   Neo-Classicism

إحياء للجماليات والأشكال الكلاسيكية في الفن والموسيقي والأدب[5]. يطلق التعبير بخاصة على محاولات أوربا، في هذا الميدان، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، حين اكتسبت آثار الإغريق والرومان الأدبية والفنية أهمية جديدة وأخذ الأدباء والفنانون ينسجون في إنتاجهم على منوال القدامى، محاولين التزام الوضوح والبساطة والتناسب والعقلانية والسيطرة على العواطف، كلها تميز الفن الكلاسيكي. "كلاسيك" هي طبقة  الأدباء الذين صعدوا بأدبهم وفنهم إلى منزلة أرستقراطية رفيعة في المجتمع. الكلاسيكية المحدثة أدب عقلي يقصد إلى الحقائق العامة، لا إلى حالات النفس الفردية. في عصر النهضة الأوروبية، يعتبر بالكلاسيكية كل أدب يتبلور المثل الإنسانية المتمثلة في الخير والحق والجمال. و"هي المثل التي لا تتغير باختلاف المكان والزمان والطبقة الاجتماعية"[6]. أحس الشعراء المحافظون بالعيوب الاجتماعية المنتـشرة فحاولوا إصلاحها فناقشوا مشكلة تعليم المرأة وتحريرها. وأحسوا بطغيان الأغنياء وأحوال الفقراء. وصفوا الطبيعة وتغنوا بجمالها وبالخريف والربيع والصحراء والوديان والورود والقرية والمدينة. ومن خصائص هذا المذهب: العناية الكبرى بالأسلوب والحرص على فصاحة اللغة وأناقة العبارة ومخاطبة الجمهور المثـقف غالبا، والتعبير عن العواطف الإنسانية العامة، وربط الأدب بالمبادئ الأخلاقية، وتوظيفه لخدمة الغايات التعليمية. ومن أعلام الكلاسيكية المحدثة في الأدب: موليير  Moliere(1673) وراسين  J.B. Racine(1699) ولافونتين  La Fontaine(1695).
كان سانت بيف Sainte-Beuve [7] من أكبر الناقدين للكلاسيكية المحدثة. وبظهوره ظهر النقد التفسيري[8] الذي يعنى بطريقة خلق الأثر الأدبي وتكوينه وارتباطه بحياة مؤلفه.
تأثر الأدب العربي بالكلاسيكية المحدثة ومن ممثليها: محمود سامي البارودي (1904) وأحمد شوقي (1932) وحافظ إبراهيم (1932) وإسماعيل صبري (1923) وعلي الجارم (1949) ومحمد عبد المطلب (1931). وبين النقاد، كان حسين المرصفي (1889) يتعصب للبارودي[9] والشعر الكلاسيكي المحدث في "الوسيلة الأدبية". وكان نقده بيانيا وذوقيا. كذلك دعا محمد المويلحي (1930) في مقالاته النقدية إلى الاتجاه البياني في الأدب العربي. حاولت الكلاسيكية المحدثة أن تستعيد تاريخها الكلاسيكي بمحاولات ت.س.إليوت وريتشاردز[10] في القرن العشرين ولها أصداءها في العالم العربي أيضا.

2.   الرومانطيقية Romanticism   

حركة أدبية وفنية وفلسفية نشأت في أواخر القرن الثامن عشر، واستمرت حتى منتصف القرن التاسع عشر بوصفها رد فعل للكلاسيكية المحدثة. أدب الرومانطيقية مَداره العاطفة الخالدة والذاتية والتأمل والصوفية الحالمة والجنوح إلى النفس ومصاحبة الآلام والأحزان مع الدموع والزَفرات والاندماج مع الطبيعة الملهمة. دعت الرومانطيقية إلى حرية الفن والتجربة الذاتية والوحدة العضوية ولاذت بالشعر المجنح بأشجان العاطفة[11]. إن شعار العيش على وفاق مع الطبيعة هو أساس الرومانطيقية. كانت فلسفة أفلاطون [12] Plato من دوافع الرومانطيقية وازدهارها [13]. كانت الرومانطيقية في أوربا تتجه الاتجاه التأثريImpressionism  [14]في النقد، ثائرة على القواعد الكلاسيكية. ومن أعلام الرومانطيقية روسو J.J. Rousseau (1788) وشاتو بريان  Chateaubriand(1848) وشيلي P.B. Shelley (1822) وكيتس Keats (1821) ووردزورت Wordsworth  (1850) كولوردج  Coleridge (1834) وموبسان Maupassant (1893).
تأثر جيل جديد من النقاد العرب بالرومانطيقية الفرنسية والإنجليزية ودعوا إلى التجديدية في الأدب العربي. كان خليل مطران أول من رفع صوته للتجديد[15]. دعا مطران إلى المنهج الفني في النقد العربي وحذاه بعض من المحدثين في الأدب العربي الحديث. وعماد هذا المنهج الحكم على النص الأدبي من حيث روحه وموسيقاه وأصالته وعناصره وصدقه وتجربته الشعرية ووحدته العضوية. ومن هؤلاء الحماة الرومانطيقيين عباس محمود العقاد (1964) وعبد الرحمن شكري (1958) وعبد القادر المازني (1949) وأحمد زكي أبو شادي (1955) وأبو القاسم الشابي (1934) وجبران خليل جبران (1931). كان العقاد والمازني يرجعان في النقد إلى هازليت Hazlitt [16] وأرنولد Mathew Arnold (1888) وماكولي Macaulay (1859). كان العقاد يشبه بهازليت في عنفه النقدي [17]. ظهرت الرومانطيقية الكاملة في الأدب العربي أولا في القرن العشرين في كتابات جبران رائد الأدب المهجري، وأبو شادي رائد حركة أبولو [18]. نضجت الرومانطيقية في مدة بين الحربين العالميتين، في مصر وسوريا ولبنان والعراق وأمريكا الشمالية والجنوبية. هاجمت مدرسة الديوان[19]، العقاد والمازني، على الاتجاه المحافظ في الأدب العربي هجوما شنيعا، على فقدان التجربة الشعرية والوحدة العضوية وصدق العاطفة[20]. وهي اتجاه رومانطيقي واضح في الشعر الحديث. كذلك دعا إليها زمرة من النقاد مثل شوقي ضيف ومصطفى السحرتي وأحمد الشايب ومَيّ زيادة (1941) وميخائيل نعيمة (1989). كان لسنج الألماني Lessing[21] أول من دعا إلى الوحدة العضوية من الرومانطيقيين. دعا خليل مطران (1949) ومدرسة أبولو إلى الشعر المرسل[22] لتصبح القصيدة العربية أكثر مرونة وطواعية في يدي الشاعر، وليمكن استخدامها في الشعر القصصي والمسرحي، ولتكون أكثر تعبيرا عن ذاتية الشاعر. ولذلك نقدوا شعر المناسبات للاتجاه الكلاسيكي في الأدب العربي. تأثرت مدرسة المهجر[23] ونقادها مثل نعيمة بالرومانطيقية وحاول نعيمة في "الغربال" ليسمّي أصحاب الأدب التقليدي "ضفادع الأدب".

·        ويمكن أن يقسم إجمال المدارس الغربية الحديثة إلى فلسفتين: الفلسفة الواقعية والفلسفة الجمالية

3.    الفلسفة الواقعية

الفلسفة الواقعية تحفل بالمضمون وبأهداف الفن ووظيفته وصلته بعصره وبالجماهير التي تخاطبها، دون إغفال عن النواحي الفنية الخاصة بالأجناس الأدبية أو بالصياغة. لقد نشأ عن الفلسفة الواقعية: الواقعية والوجودية. وسارت الواقعية في ثلاثة اتجاهات: الواقعية النقدية  Critical Realismوالواقعية الطبيعية Naturalist Realism والواقعية الاشتراكية Socialist Realism . تعرف الواقعيتي النقدية والطبيعية بالواقعية الأوروبية أيضا.

3.1    الواقعية الأوروبية    European Realism

الواقعية هي لفظة التي ترجمت بها لفظة ريالزم Realism الأوروبية. الواقعية مذهب أدبي فكري مادي، إذ يقتصر في تصويره الحياة والتعبير عنها على عالم المادة، ويرفض عالم الغيب، ويرى أن الإنسان عبارة عن مجموعة من الغرائز الحيوانية، ويتخذ كل ذلك أساسا لأفكاره التي تقوم على الاهتمام بنقد المجتمع وبحث مشكلاته مع التركيز على جوانب الشر والجريمة. فهي تدل أحيانا على الأدب الذي يقوم على ملاحظات الواقع وتسجيله لا على صور الخيال وتهاويله، ويفهم منه أحيانا الأدب الذي يستقى مادته وموضوعاته من حياة عامة الشعب ومشاكلها. فهو ضد الأدب الأرستـقراطي[24] فكرا وخيالا. ويقصد به أحيانا الأدب الموضوعي. كان واقع النفس الفردية لا يصلح مادة للأدب الواقعي. يتناول الأدب الواقعي مشاكل المجتمع ومظاهر البؤس والفاقة. إن الواقعية تسعى إلى تصوير الواقع، وكشف أسراره وإظهار خفاياه وتفسيره. إنها ليست ضد أدب الخيال وإنما هي فلسفة خاصة في فهم الحياة والإحياء وتفسيرهما. إنها وجهة خاصة ترى الحياة من خلال منظار أسود. ارتبطت نشأة الواقعية بالفلسفات الوضعية والتحريرية والمادية الجدلية التي ظهرت في أوربا. تتسم الواقعية النقدية بتشاؤمها العميقة[25]. الواقعية الطبيعية تحاول اكتشاف مؤثرات أخرى إضافية، ومن أهمها العوامل الوراثية. إملي زولا  [26]Emile Zola هو واضع الواقعية الطبيعية. ومن أعلام الواقعية الأوروبية: بلزاكHonore de Balzac   (1850) وشارل ديكنز Charles Dickens(1850) وهمنجواي Ernest Hemingway (1961) وفلوبير Gustave Flaubert (1880) وغولزوورذي John Galsworthy (1933).
تأثر الأدب العربي ونقاده بالواقعية. وكان دعاة الواقعية يهتمون بالمضمون في النص الأدبي ومحتواه الواقعي والاجتماعي[27]. عارض الواقعيون شعار "الفن للفن" بشعار آخر هو "الفن في سبيل الحياة" أو "الفن في خدمة المجتمع"[28]. وفي أواخر الخمسينات وحتى منتصف الستينات انقسم النقاد في مصر (والوطن العربي فيما بعد) إلى فريقين، يرفع أحدهما شعار "الفن للفن"، ويتصدره رشاد رشدي (1982)، ويرفع الآخر شعار "الأدب في سبيل الحياة"، ويتصدره محمد مندور (1965). وكانت هذه المقابلة بين الاتجاهين تتعلق بالاتجاهات السياسية التي كانت أقوى تأثيرا في الواقعية[29]. كان رشاد رشدي يهتم بالجمالية والشكل دون المضمون.
يدور محمد مندور حول المذهب الواقعي، وكذلك محمد حسين هيكل (1956) في تعريفه الأدب بأنه فن جميل وغايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة من حق وجمال ودعا إلى الأدب القومي[30]، مثل أمين الخولي (1966). دعا أحمد أمين (1954) إلى مذهب الفن للحياة ويرى أن العمل الفني لا قيمة له إذا لم يكن مستمدا من الحياة. كان د. عبد العزيز شرف ينظر إلى الأدب العربي الحديث على أنه نظام اجتماعي يصطنع اللغة وسيلة اتصالية، واللغة نفسها إبداع اجتماعي. قد أسهم كثير من النقاد المتأثرين بالواقعية في النقد الواقعي، مثل عبد القادر القط في "في الأدب المصري" ومصطفى السحرتي في "شعر اليوم"(1957) ولويس عَوض (1990) ويوسف إدريس (1991) وعبد الرحمن الشرقاوي (1987) وسعد الدين وهبة ومحمد كمال عبد الحليم وكمال نشأت وكامل أيوب وصلاح عبد الصبور (1981) وعبد المعطي حجازي وكيلاني سند ومحمد إبراهيم أبو سِنة ومحمد أبو الوفا ورئيف خوري (1968) وبدوي الجبل ومحمد مهدي الجواهري (1997) ومحي الدين فارس وصلاح أحمد إبراهيم. ونادى كثير من الواقعيين إلى توظيف اللغة العامية[31] مثل هيكل وسلامة موسى (1958) ويوسف إدريس ومحمود تيمور (1973) ومحمود طاهر لاشين (1954).

 3.2     الواقعية الاشتراكية    Socialist Realism

في ضوء شرح كارل ماركس[32] Karl Marx وفريدريك أنجلز[33] Friedrich Engels لنشأة الفن وتطوره، أسّس تيار الواقعية الاشتراكية في روسيا السوفـيتية. وتهيأ المجال الخصب لتطبيقه بعد نجاح ثورة أكتوبر في روسيا وانتصار النظام الاشتراكي. وقد عرفت الواقعية الاشتراكية بتعريفات مختلفة. منها "أنها النضال في سبيل القضاء على نظام الملكية وتحقيق النصر للنظام الاشتراكي" و"أنها لا تقتصر على شرح الحقائق الواقعية في العلم الجديد. وإنما عليها فوق ذلك أن تصلح الناس وتثـقفهم تثـقيفا اشتراكيا. وهي تعبر عن مجتمع تخلص من عهد الاستبداد والاستغلال، وراح يبني حياة جديدة قائمة على دعائم العدل الاجتماعي، وهي واقعية التـفاؤل[34] والاستبشار. إن النشاط الاقتصادي هو أساس الإبداع الفني، لذلك يجب توظيف الأدب لخدمة المجتمع حسب المفهوم الماركسي. العمل الأدبي الفني عليه أن يهتم بتصوير الصراع الطبقي بين طبقة العمال والفلاحين وطبقة الرأسمالية والبرجوازية Bourgeoisie، وانتصار الأولى التي تحمل الخير والإبداع على الثانية التي هي مصدر الشرور في الحياة. ومن أعلام الواقعية الاشتراكية: مكسيم جوركي  Maxim Gorki(1936) وبابللو نيرودا  Pablo Neruda(1973). تميزت المدرسة بتفاؤلها[35] لما كانت الواقعية الأوروبية نزعت إلى التشاؤم. وفي رأي الواقعية الاشتراكية أن الواقع في ذاته جميل لا يحتاج إلى تدخل الجمال الفني عليه. ومن الذين تأثروا بالواقعية الاشتراكية في العربية: غالي شكري والشرقاوي وكمال عبد الحليمي في مصر، وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري (1996) ورئيف الخوري.
  
3.3     الماركسية    Marxism

النظام السياسي والاقتصادي الذي وضعه ماركس وأنجلز على فلسفتين أساسيتين: المادية الجدلية [36] والمادية التاريخية[37]. تقول الماركسية بأن المجتمع الرأسمالي يستند إلى استغلال البورجوازية للبروليتاريا، وتذهب إلى أن الشيوعية – وهي المظهر السياسي للماركسية – سوف تتحقق عندما يفضى الصراع الطبقي إلى إطاحة دكتاتورية البروليتاريا بالنظام الرأسمالي، وعندما ينشأ عن سقوط الدولة مجتمع لا طبقات فيه[38]. يعتبر لينين[39] Lenin وتروسكي [40] Leon Trotsky وماو تسى تونغ [41] Mao Tse-Tung أكبر شارحي الماركسية. الماركسية تعد كل عمل أدبي صحيحا مشروعا إذا صور جانبا واقعيا من الفترة التاريخية التي عاش فيها الكاتب. ومن الناحية الفنية تنكر الماركسية هروب الفنان من الواقع في صور تخلوا بها العمل الفني من المضمون الاجتماعي[42].
 قد تأثر كثير من أبناء العرب بالماركسية خصوصا في العراق ومصر. ومن النقاد الماركسين: حسين مُروَة (1987) وغالي شكري وشبلي شُميّل (1917) وفرح أنطون (1922) وسلامة موسى وعبد العزيم أنيس ومحمود أمين العالِم. كان جورج طرابيش ناقدا مشهورا الذي نجح في اجتماع الماركسية وعلم النفس للنقد الأدبي[43].


3.4    الوجودية    Existentialism

هي أشهر مذهب استقر في الآداب الغربية في القرن العشرين. تركّز المدرسة على وجود الإنسان الذي هو الحقيقة اليقينية الوحيدة في رأيه، ولا وجود شيء سابق عليها، ولا بعدها. يعد جان بول سارتر[44]  Jean Paul Sartre، الفيلسوف الفرنسي، رائد الوجودية.
تيار الوجودية شاع في فرنسا عقب الحرب العالمية الثانية وسبب وجوده ما أحدثته الحرب في الضمير الإنساني من أزمة بالغة العمق. الوجودية مذهب فلسفي أدبي ملحد. قالت الحركة بأنه لا حقيقة لوجود المثل العليا والقيم الأخلاقية الخالدة. فالإنسان غير مقيد بقانون يحد من حريته ، إنه ذاتي، فقد يستطيع أن يختار ما يعمل. ولذا فإن هدف الإنسان يتمثل في تحقيق الوجود ذاته، ويتم ذلك بممارسة الحياة بحرية مطلقة. ومن أعلام الوجودية: وكامو[45] Albert Kamus. الوجودية ترتكز على ثلاثة أسس: الحرية والمسؤولية والالتزام. النتاج الأدبي عمل حر كريم يتوجه به الكاتب إلى القارئ الحر الكريم، ليشارك القارئ في خلق ما يريد المؤلف ، خلقا صادرا عن الحرية في معناها الإنساني. في الوجودية، لا قيمة للشكل من حيث هو شكل، إذ أن الأسلوب وسيلة لا غاية، فلا قيمة لجمال لا مضمون له، ولا فضل في ذلك بين المضمون والشكل.[46]
نادى سارتر إلى الالتزام Commitment في الأدب. الشعر الملتزم صورة صادقة عن انفعالات ناظمه. الالتزام هو فكرة واقعية مزيجة من السياسة والاجتماع والمفاهيم الوطنية والقومية والدولية ومبادئ صراع الثورة. استعمل اصطلاح "الالتزام" ترجمة لاصطلاح engagement لسارتر. الالتزام عنده إنساني، وهو يقول: "أنا أفكر فأنا موجود"[47]. الأدب دعوة من الكاتب للآخرين، من معاصريه في أمته. كل عمل أدبي موجه إلى جمهور خاص به هو دال عليهم، ولا يستطيع فهمه حق الفهم في خارج حدوده التاريخية. يستثنى سارتر الشعر من الالتزام، والفنون الأخرى، سوى الأدب القصصي والمسرحي. يصور الأدب الملتزم العالم ليخلقه من جديد. ومن ثم كانت المسائل الجوهرية التي يعنى بها النقد الحديث في الغرب عامة – وعلى الأخص النقد الوجودي – هي ثلاثة مسائل: تصوير الكاتب لعالمه، ورسالته فيه، ثم تقويم هذه الرسالة.
كان لدراسات سارتر الوجودية ودعوته إلى الالتزام صداها في النقد الأدبي العربي[48]. بدأ، بعد الحرب العالمية الثانية، في العالم العربي كله، جيل من الشباب يؤمن بأنهم يمرون في مرحلة من تاريخهم تحتاج إلى طاقة محركة بناءة تنهض أولا بعبء وطني وثانيا بعبء التزام فلسفة اجتماعية، تهدف إلى إرساء قواعد المجتمع الاشتراكي الجديد.[49] كان سهيل إدريس (2008) من أوائل الذين تأثروا بالوجودية وكان أول من استعمل الوجودية في الرواية العربية[50]. دعت مجلة "الأدب"، لإدريس، التي كانت تصدر من بيروت، في عددها الأول في يناير 1953، إلى الالتزام[51]. كان محمد مندور وسلامة موسى يدعوان إلى الالتزام في الأدب العربي. يرى عبد الرحمن الخميسي أنه ليس فنانا من لا يعبر عن رأي ويلتزم به.[52] ظهر الالتزام في الشعر العربي حوالي آخر منتصف القرن العشرين، في نوع التجارب وفي الموضوعية وفي الصياغة[53]. ومن شعراء الوجودية في الشعر العربي: فوزي المعلوف (1930) وعلي أحمد سعيد Adonis وخليل حاوي (1982) وإيليا أبو ماضي (1957).

4.    الفلسفة الجمالية  
تحفل الفلسفة الجمالية بالمتعة الفنية في العمل الأدبي، مهونة من شأن المضمون في ذلك العمل، ومن غايته الاجتماعية كذلك، وبتأثير هذه الفلسفة نشأ مذهب الفن للفن، والرمزية والتأثرية أو الانطباعية والتعبيرية[54] في النقد.

4.1   الرمزية   Symbolism

الرمزية مذهب أدبي فلسفي، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح. الرمزية هي التعبير عن المعاني والأشياء بواسطة الصور والرموز، وهي مأخوذة من الرمز، ومعناه في اللغة الإشارة أو الإيحاء بأحد أعضاء الإنسان. الرمزية لا تخلو من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها، مسترة بالرمز والإشارة. والرمزية طريقة قديمة العهد عرفت عند اليونان والكلدان. الرمزية بخصائصها المتميزة لم تعلن إلا عام 1886م، إذ أصدر عشرون كاتبا فرنسيا بيانا في إحدى الصحف يعلنون ميلاد المذهب الرمزي. ومن أبرز الشخصيات في المذهب الرمزي: بودلير  Charles Baudelaire(1867) وأوسكار وايلد Oscar Wilde (1900). الرمزية في الشعر الحديث تمثل مرحلة تسمى مرحلة شعر التفعيلية أو الشعر الرمزي أو الشعر النزعة الاشتراكية الشعبية أو الشعر الحر. يلجأ الشاعر في الصورة الشعرية إلى عملية التكشيف الزماني والمكاني في تشكيل الصورة. ومن أبرز الظواهر الفنية التي تلفت النظر في تجربة الشعر الجديدة هي الإكثار من الاستخدام بالرمز والأسطورة والإيغال في الغموض المحبب أداة للتعبير. وأصبح الشعر صورة حية للفلسفة. ولدت الرمزية كرَد فعل للواقعية والطبيعية[55] Naturalism، والأدب الرمزي محاولة من الأديب للإفصاح عن العالم اللاوعي[56] والعواطف المكبوتة في أعماق النفس البشرية، فهو أدب انطباعي يقتضى التأمل العميق لتفهم الموضوع. ولم تقتصر الرمزية على الأدب، بل تعدى إلى الفنون الأخرى، فظهرت في الرسم الانطباعية Impressionism والتعكيبية [57] .Cubism
كان للرمزية أثرها الواضح في الأدب العربي ونقده.  فتطور الشعر العربي من الغنائية الصوفية إلى الغنائية الفكرية الكثيفة المعقدة التي تتمثل في القصيدة الدرامية. كان أصحاب مجلة "الشعر" التي تصدر من لبنان هم رواد الشعر الرمزي في الأدب العربي. ظهر الشعر الرمزي في العربية قبل 1935. كان بشر فارس (1962) وأديب مظهر (1928) وسعيد عقل هم رواد الشعر الرمزي. وفي رأي بعض النقاد، إن مصطفى صادق الرافعي (1937) أول من أدخل الرمزية في العربية[58]. ومن أشهر الشعراء الرمزيين: يوسف الخال (1987) وأدونيس وخليل حاوي وبدر شاكر السياب (1964) ونزار قباني (1998).
اختلف النقاد في الغموض والوضوح اختلافا كبيرا. نقد البعض المذهب الغموضي، ومنهم عباس فضلي، وغيره، وكذلك رآه أحمد أمين يرجع في كثير من أسبابه إلى "فقر اللغة وقصورها عن الإفصاح عن عواطف الشعراء النفسية". ولكن العقاد يرى أن وراء الغموض في الشعر والأدب إبداعا فنيا. وهو رأيُ د. طه حسين (1973) ولفيف من النقاد. ينكر شكري الرمزية وكذلك أحمد حسن الزيات (1968) الذي رآها نوعا من الحذلقة والإغراب. تأثرت مدرسة المَهجر في أمريكا الشمالية والجنوبية بالرمزية أكثر من أية مدرسة أخرى في العالم العربي. يرى الناقد اللبناني مارون عبود (1962) أن جبران خليل جبران هو مؤسس الرومانتيكية والرمزية في العربية[59]. اجتمعت أفكار جبران في الرمزية وأفكار نيتشه[60] Nietzsche وشابهت أحلامه أحلام وليم بليك  Blake (1827)  .[61]ظهر الشكل الجديد للقصيدة العربية في النثر العربي لجبران والشعر المنثور لأمين الريحاني (1940) وتوشيحات المهاجرين والشعر المرسل لشكري و"بلوتولاند" للويس عَوَض، و"رسائل من لندن" لمصطفى بدوي.[62] والرمزية عند توفيق الحكيم (1987) تعكس اتجاها تجريديا، والرمزية عنده ذات مستوى ذهني واحد تتجسد فيه النوازع الإنسانية في شخصيات مستقلة، مثلا في "بجماليون" يغلب نداء الفن الخالص على نداء الحياة[63].

·   الشعر الحر Free Verse من آثار الرمزية. بدأت محاولات التجديد بالدعوة إلى التخلص من رتبة القافية. أطلق على هذا الاتجاه اسم الشعر الحر، ترجمة للمصطلح الفرنسي Vers Libres. الشعر الحر هو شعر بدون وزن وقافية خلافا من الشعر التقليدي. إن التفعيلية هي النظام الذي تعتمد عليه الشعر الحر لأن التفعيلية ذاتها بنية موسيقية منظمة، وقد تتنوع التفعيلية بين سطر شعري وآخر فتكون في السطر الأول "مفاعيلن" وفي السطر الثاني "فاعلن"، وقد ينتقل الشاعر من تفعيلية إلى تفعيلية أخرى مع انتقاله من مقطع في القصيدة إلى مقطع آخر. والشعراء الحديث قد تأثروا بشعراء الغرب مثل إليوت T.S.Eliot (1965) وبدأوا أن ينظموا الشعر الحر. يقال قد ظهر الشعر الحر أولا في العراق.
يعتبر علي أحمد باكثير (1969) أول من اتجه إلى الشعر الحر في العربية [64] ثم تابعه نازك الملائكة (2007) والسياب وأبو شادي ومحمد فريد أبو حديد (1967) وخليل الحاوي وخليل شيْبوب (1951) وبُلند الحيدري وفؤاد الخشين وجبرا إبراهيم جبرا (1994) ومحمد منير رمزي (1945) ومحمد الماغوت وتوفيق صانغ. ولكن زعمت نازك الملائكة أن قصيدتها "الكوليرا" كانت أول قصيدة[65] في الشعر الحر في العربية. دعت في مقدمة ديوانها "شظايا ورماد" الذي صدر عام 1949 إلى جانب التحرر من رتبة القافية، ومن وحدة النغم، إلى شعر مبهم[66]. هناك ثلاث اتجاهات رمزية في الأدب العربي: الرمزية الجمالية، ورائدها سعيد عقل، والرمزية الميتافيزيقية، ورائدها بشر فارس، ورمزية التعبير ومن ممثليها حسن كامل الصَيرفي (1984) وعلي محمود طه (1949)[67]. أدعم كثير من النقاد حركة الرمزية مثل أحمد أمين وسهير القلماوي وتوفيق الحكيم ومحمد مندور والسحرتي وأبو شادي، وخالفهم في ذلك كثيرون، ومن بينهم عزيز أباظة (1969) ووديع فلسطين والعقاد، وسموا ذلك نثرا لا شعرا.

4.2   " الفن للفن "   art for art's sake

حركة في الأدب والفن تقول بأن الفنان حر في تصوير الجمال أو خلقه من غير اعتبار للأخلاق وبصرف النظر عن النتائج الاجتماعية. وضع أساسها الفلسفي، في القرن الثامن عشر، عمانوئيل كانت[68] Kant الذي أكد على أن الجمال غاية تقصد لذاتها، ليس وسيلة لأي غاية أخرى، وحمل لواءها في القرن التاسع عشر نفر من الكتاب والفنانين الفرنسيين الذين رفعوا شعار l'art pour l'art (الفن للفن) تعبيرا عن احتجاجهم على طابع "الغِش" الذي غلب على الفن في العصر الحديث. تزعم هذه الحركة تيوفيل غوتييه[69]Theophile Gautier وشارل بودلير[70]  Charles Baudelaire وأوسكار وايلد[71] Oscar Wilde. قد أعلنوا جميعا تقديسهم للجمال بوصفه قيمة عليا وطلقة وتجنبوا للدفاع عن صفاء الفن[72].
تأثر النقاد العرب بشعار "الفن للفن". وفي أواخر الخمسينات وحتى منتصف الستينات انقسم النقاد في مصر (والوطن العربي فيما بعد) إلى فريقين، يرفع أحدهما شعار " الفن للفن "، ويتصدره رشاد رشدي، ويرفع الآخر شعار "الأدب في سبيل الحياة "، ويتصدره محمد مندور[73]. كان رشاد رشدي يهتم بالجمالية[74] والشكل دون المضمون[75]. دعا توفيق الحكيم إلى مذهب الفن للفن، ويرى أن الفن ليس من الضروري أن يكون له غاية اجتماعية أو سياسية أو دينية أو غير ذلك، إنما هدفه الأول أن يكون فنا جميلا فحسب[76].

4.3   التصويرية   Imagism

حركة أدبية ظهرت في أمريكا وبريطانيا بوصفها ثورة على التفكير اللامبالي والرومانطيقية المتفائلة. أكدت على الشعر الحر والصور الشعرية الدقيقة، الواضحة إلى حد الجفاف. تعتبر الصورية خلفا للرمزية، مع فارق أساسي هو أن الرمزيين حاولوا أن يعقدوا بين شعرهم وبين الموسيقي صلة ورحما، في حين سعى الصوريون إلى أن يجعلوا من شعرهم ضربا من النحت[77]. لا تهتم الصورية بأية رسالة للشعر من اجتماعية أو مدنية. وصلت التصويرية بلاد العرب عبر ت. س. إليوت، من ممثلي الصورية. كتب إبراهيم ناجي (1953) أن الشعر يجب أن يكون أسلوبه معبرا بالصور. والتجربة، عند محمد غُنيمي هلال (1968)، تكون بوساطة الصورة الكلية أو الصورة الجزئية، أي أن يكون وسيلة التجربة في الصورة، هذا هو رأي كثير من النقاد مثل ماهر حسن فهمي.

4.4   ت. س. إليوت   T.S. Eliot

الناقد الأمريكي يمثل – في آن واحد– المدرسة الأمريكية الجديدة -أول عهده بالنقد- ثم النزعة الإنسانية[78] بعد. وفي أول عهد إليوت بالنقد، كان همه كله منصرفا إلى توفير الأسس الجمالية في العمل الأدبي. فالعمل الأدبي بديل من الفلسفة، فليس خادما لها ولا دليلا عليها، فالعمل الأدبي ليس وسيلة، ولكنه غاية في ذاته ((The Sacred Wood: 66. يؤكد إليوت استقلال الأدب عن حياة كاتبه نفسه. وعنده إن العمل الأدبي لا يمكن أن يكون إلا صورة لنفسه فقط[79]. ولكن إليوت في مرحلته الثانية نزع إلى الواقعية الكلاسيكية المحدثة. كان إليوت هو أكبر الأدباء الغربيين تأثيرا في عقل العالم النقدي العربي. "الأرض الخراب" The Waste Land)) لإليوت قصيدة عالمية وجدت تأثيرها عند عالم القرن العشرين كله. التقت القصيدة بنفوس كثيرين من شعراء العرب الشباب الذين تأثروا بأسلوب إليوت فحاولوا تقليده والتأثر باتجاهه الفني[80]. يعترف صلاح عبد الصبور في كتابه "حياتي في الشعر" بأنه متأثر[81] بما دعاه "جسارة إليوت اللغوية". هنا شبه تام بين "الأرض الخراب" لإليوت و"المومس العمياء" لبدر شاكر السياب[82].

4.5   التأثرية Impressionism  

كان للفلسفة الجمالية أثر في دعوة المدرسة التأثرية أو الانطباعية في النقد. ومبدأها: النقد للنقد، كما أن الأدب للأدب. ومن آباءها: وليم هازليت  William Hazlitt(1830) ولامب[83]  Charles Lamb. يقول هازليت: "أقول ما أفكر، وأفكر ما أشعر، ولا أستطيع أن أمنع نفسي من أن تتأثر بأنواع من التأثر تجاه الأشياء" (Works", Hazlitt")[84]. يهتم الناقد التأثري بأن يسجل خواطره على الحالة التي تبدو له نتيجة مباشرة لقراءته. التأثرية هي استجابة لشعور حركته في ذهن الناقد قراءة عمل إبداعي[85]. يوجد تأثير هازليت في كثير من النقاد العرب مثل العقاد والمازني وطه حسين والرافعي والزيات. والانطباعية تغلب على آراء بعض النقاد مثل شكر الله الجُر (1975)[86] ويحيى حقي (1993) ويوسف الشاروني[87].

4.5   تين   H. A. Taine

يعتبر الناقد الفرنسي هيبوليت أدولف تين (1893) رائد النقد الموضوعي في العصر الحديث. كان تين يعتبر النقد الأدبي علما يسير على مناهج مدروسة. وبيّن أن الأدب يخضع لعناصر ثلاثة: الجنس والبيئة والزمن[88]. أدخل تين النزعة التاريخية في النقد الأدبي[89]. كان تين من أقوى المؤثرين ودعا إلى المنهج التجريبي[90] ويؤكد المنهج العلمي الموضوعي[91].



4.6   اللانسونية   Lonsonism

هي مدرسة تنسب إلى الناقد الفرنسي لانسون.Gustave Lonson  تسيطر اللانسونية على النقد الأكاديمي في العالم. لانسون هو ناقد ذاتي وتأثري[92]. تعتمد اللانسونية على المنهج التاريخي في النقد الأدبي. كان لها تأثيرها في النقد العربي. ومن اللانسونيين في النقد العربي: طه حسين ومحمد مندور وأحمد ضيف (1945). يجمع طه حسين المنهج الفني لجول ليمتر والمنهج النفسي لسانت بيف والنقد الاجتماعي لتين والنقد التاريخي للانسون. دعا طه حسين إلى تطبيق المنهج التاريخي في الدراسة الأدبية ضمن كتابه "في الشعر الجاهلي" وحاول تطبيقه[93]. إن طه حسين هو الاسم الأشهر في مجال تحديث النقد الأدبي[94]. قام طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي" (1926) وفي بعض كتبه النقدية بمقياس تاريخية ونفسية للنقد الأدبي. واستعمل طه حسين منهج ديكارت[95] Rene Descartes  في الشك في أحكامه على الشعراء الجاهليين. فنقد شعر العصر الجاهلي نقدا قائما على الشك في كل شيء، وقد بنى على هذا الشك نظريته في انتحال الشعر الجاهلي.

4.7   البَرناسية   Parnassian School

مدرسة في الشعر ازدهرت في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كرد فعل للرومانتيكية، أكدت على الموضوعية[96]، وجمالية الشكل، والكمال التقني بأكثر من تأكيده على الشحنة العاطفية. دعا إلى الأخذ بمبدأ "الفن للفن"[97]. يعتبر لو كونت دو ليل Le Conte de Lisle (1894) زعيم البرناسية، ويعتبر تيو فيل غوتييه  Gautierوسولّي برودم[98] Sully Prudhomme وتيودور دو بانفيل[99] Banville من أبرز أركانها. البرناسية مدينة باسمها هذا لمجموعة شعرية أسهم شعراء المذهب في إصدارها في ثلاثة مجلدات تحت عنوان "جيل البرناس المعاصر"[100] le parnasse contemporain. تؤمن المدرسة بأن الحياة تقليد للفن وليس العكس، وتلاحظ تعزل الأدب من قضايا الحياة الاجتماعية والسياسية، وتجعله غاية في حد ذاته. تدعو البرناسية كالرومانطيقية إلى العناية بالصور الشعرية في وحدتها العضوية، وإن كانوا لا يعتقدون في الإلهام، وينادون بالموضوعية.
البرناسية هي مدرسة الصياغة أو البناء، وهي حركة مهمة وجديدة منذ أن أدخل ستراوس[101]  Claud Levi-Strauss   الأفكار الفلسفية وعلوم الاجتماع على النقد الأدبي. إنها تبين الأسلوب اللغوي لستراوس، وقد شاركه رومان جاكبسون[102]Roman Jakobson  الذي كان في أول حياته مرتبطا بالصياغة الروسية[103] Russian Formalism.
تأثر عدد من الأدباء والنقاد العرب بالبرناسية وبشعارها "الجمال للجمال". الشعر عندهم صناعة، مع جمال فني رائع، بعيد عن الإحساس بالشعور الرومانطيقي. نقلوا لوحات الطبيعة وجسدوا مشاهدها في صور بلاستيكية لا يخلطها بعواطف[104]. كان توفيق الحكيم ورشاد رشدي ونزار قباني من الذين تأثروا بالبرناسية.  

5   السريالية   Surrealism

السريالية أو ما بعد الواقع هي مذهب أدبي فني فكري، أراد أن يتحلل من واقع الحياة الواعية، زعم أن فوق هذا الواقع أو بعده واقع آخر أقوى فاعلية وأعظم اتساعا، وهو واقع اللاوعي، وهو واقع مكبوت في داخل النفس البشرية، ويجب تحرير هذا الواقع وإطلاق مكبوته وتسجيله في الأدب والفن. وهي تسعى إلى إدخال علاقات جديدة ومضامين غير مستقاة من الواقع التقليدي في الأعمال الأدبية. وهي المضامين تستمد من الأحلام، سواء في اليقظة أو المنام. تعد السريالية اتجاها يهدف إلى إبراز التناقض في الحياة أكثر من اهتمامه بالتأليف. وهي حركة سخط على آلية الحياة الحديثة.
أنشأها في باريس عام 1924 الشاعر الفرنسي أنريه بريتون  Andre Breton (1966) الذي أصدر في ذلك العام "بيان السريالية" manifeste du surrealisme لإعادة الوحدة بين عالمي الوعي واللاوعي على نحو يدمج دنيا الخيال والأحلام بعالم الحياة اليومية العقلاني. السريالية نزعة أدبية متطرفة تدين بالحرية المطلقة، والخروج على كل عرف وتقليد، وهي في الأدب تحتقر الأساليب السائدة في أشكالها وصورها ومجازاتها وكلماتها، وتسخر من العقل وجل إلهاماتها من الأحلام والرؤيا ودفعات اللاشعور. قد تأثرت فيما تأثرت بسيكولوجية فرويد[105] Sigmund Freud، وفلسفة هيجل[106] Hegal، وشعراؤها يستمدون تجاربهم الشعرية من الحلم واللاشعور، بدون اهتمام بالإيقاع الموسيقي. ومن أعلامها أرغون  Louis Aragon(1982), ايلووار  Paul Eluard (1952).
لكن السرياليين لا يهتمون بأن ينظموا شعرهم على نظام الشعر الحر، أو الشعر المرسل، أو الشعر المقفى، أو يكون مزيجا من هذه الألوان والأنواع، إنهم في الواقع لم يضعوا أصولا أو قواعد أدبية أو فنية, إنما كل همهم هو إطلاق المكبوتات النفسية ومحاولة تسجيلها في الشعر والأدب والفن[107]. تظهر السريالية عند بعض العرب: نزار قباني وكامل أمين وكامل زهري وعادل أمين وعبد الغفور العطار وعبد الله فيصل وصالح جودت. والسريالية عند محمود حسن إسماعيل تتميز بناحية كلاسيكية في تعبيره، وبناحية رومانطيقية في موضوعاته[108]. كان مصطفى صادق الرافعي في كتاباته يطل على السريالية قبل كل من في بلاد العرب[109].

6   العبثانية   Absurdism

فلسفة العبث، اللامعقول: فلسفة مبنية على أساس من الاعتقاد بأن الإنسان موجود في عالم لاعقلاني irrational خلو من المعنى meaningless وبأن محاولاته التي يقوم من التماس للنظام أو بحثا عنه تجعله في صراع مع عالمه هذا[110]. لقد كان الفيلسوف الدنماركي كيركيغاردSoren Kierkegaard  (1855) أول من اصطنع اللفظة بهذا المعنى. لقد ذهب هذا الفيلسوف إلى القول بأن النصرانية هي عبث من العبث[111]. ويعتبر الكاتب الفرنسي ألبير كاموAlbert Camus (1960) أول من أكد على هذه الفلسفة، في حقل الأدب. وذلك في روايته "الغريب" l'etranger (1942). تعد السريالية الفرنسية الأساس لمذهب العبث. جاءت العبثانية كمرآة تعكس وتكبر ما يعاني منه إنسانا النصف الثاني من القرن العشرين. إن العالم لم يعد يسير على منطق مفهوم أو قابل للفهم، فجميع أساس الفهم المنطقي بين البشر قد أصبح عبثا. ولذلك يرسم الأدباء العبثانية لهذا العالم صورا ينعكس فيها اللامعقول.
وقد اشتهر مسرح اللامعقول[112] Theatre of the absurd. ومن روادها صامويل بيكيت[113]  Samuel Beckett  ويوجين لونسكو[114]  .Eugen Lonescu يقصد مسرح اللامعقول إلى إظهار تناقضات الحياة والنفس الإنسانية.
كان توفيق الحكيم ممثل مسرح اللامعقول في الأدب العربي. تأثر توفيق واهتز بالعبثانية[115] وبصامويل بكيت ويوجين لونسكو. كتب توفيق مقدمة صافية لمسرحية "يا طالع الشجرة" ويتحدث فيها عن مذهب اللامعقول الذي يلغى الزمان والمكان، ويجمع فيها بين المتناقضات. المسرحيات الذهنية لتوفيق مسرحيات اللامعقول، وفيها صراعات بين الإنسان والقوى الإلهية وتنتهى المسرحيات بشقاوة الإنسان أمام هذه القوى الإلهية.

7   التحليل النفسي   Psycho-Analysis

التحليل النفسي مدرسة نفسية لسيغمند فرويد  Sigmund Freud(1939)، وهي تفسير السلوك الإنساني تفسيرا جنسيا. وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شيء. التحليل النفسي نظرية وطريقة في معالجة الاضطرابات العصبية وقوامها محاولة لنبش العواطف والأفكار المكبوتة عند المرء ورفعها إلى مستوى الوعي ثم تحليل حصيلة هذه العملية وتفسيرها. وبذلك يزول العصاب  Neurosisأو الاضطراب العصبي، وفقا لهذه النظرية تتألف النفس من جوانب ثلاثة هي "الأنا"  egoو"الهو"  idو"الأنا العليا" super ego[116]. تعتبر "الأنا" الجانب العقلاني من النفس و"الهو" الجانب الغرزي منها و"الأنا العليا" جانبها المثالي. والتحليل النفسي يعتمد، أكثر ما يعتمد ، على تداعي الأفكار (أو المعاني) الحر  free association of ideas على دراسة الأحلام وتأويلها. ومفاتيح السيكولوجية الفردية عند فرويد ثلاثة: الجنس والطفولة والكبت.
يرجع فرويد كل الأعمال والميول والفنون إلى الغريزة الجنسية، فالفن في أصوله صدى للنزعات الجنسية، وهذا المذهب امتداد للمذهب الطبيعي. أغفل فرويد القوى الروحية كما أغفل القوى الفنية الجماعية المدفونة في أعماق اللاشعور. يذهب فرويد إلى أن الأحلام تعبير عن الرغبات المكبوتة في عالم الشعور[117]، فيودعها الإنسان  في عالمه اللاشعور الأديب المبدع يستمد أصول أخيلته وتجاربه الفنية من عالم اللاشعور الفردي عند فرويد، أو اللاشعور الجماعي عند يونغ[118]Carl Gustav Jung .
يستعمل التحليل النفسي للنقد الأدبي. علماء النفس يبحثون عما عند الأديب من غريزة حب الاستطلاع، وحب نفسه، وعما عنده من إعجاب. ومن أشهر نقاد التحليل النفسي: هربرت ريد وريتشاردز (1979) وشارل مورون وجاستون باشلارد.
النزعة النفسية في فهم الأدب ونقده وليدة العصر الحديث في النقد العربي، وهي وافدة على النقد العربي من الغرب. دخلت المدرسة الفرويدية في التحليل النفسي في النقد العربي الحديث مثل دراسات العقاد في ابن الرومي (896)[119] وأبي نواس (813) وشخصية "جحا" والعبقريات الإسلامية . ولكن طه حسين أنكر على العقاد إخضاعه أبا نواس للتحليل النفسي. ومع ذلك استعمل طه حسين المنهج النفسي أولا في النقد العربي في دراساته عن أبي العلاء المعري (1058). كان العقاد يهتم بالمنهج النفسي في النقد الأدبي كثيرا ورجع إلى ريتشاردز في أسلوبه، فالنقد يثير، في نظر ريتشاردز، جميع الموضوعات السيكولوجية[120]. كَتبَ محمد النويهي (1980) عن بشار بن برد (784) وابن الرومي وبحث محمد كامل حسين في دراسته عن شخصية المتنبي (965).
نجح محمد خلف الله[121] وعز الدين إسماعيل وأنور المعداوي في تطبيق المنهج السيكولوجي في النقد العربي كثيرا. اهتم محمد خلف الله في "من الوجهة النفسية في دراسة الأدب ونقده" (1947) بقضايا النقد عبر الأزمنة والثقافات متوقفا عن أولئك الذين اهتموا بالنفس، وبالعقل الباطني، وبالذوق الشخصي[122]. حاول عز الدين إسماعيل في "التفسير النفسي للأدب"(1962) أن يحلل شخصية المبدع. والتعليل هنا سيكولوجي يربط بين العبقرية والعصاب[123]. نقد رمزي مفتاح في كتاب "رسائل النقد " العقادَ نقدا تأثريا بالدراسات النفسية. كتب حليم متري دراسته النقدية النفسية عن إبراهيم ناجي وشعره. اشتهر دراسة مصطفى سويف النفسية : "الأسس النفسية للإبداع الفني في الشعر خاصة"[124]. استعار أحمد باكثير أسلوب طريقة فرويد في مسرحيته "سرّ شهرزاد". الدراسات النقدية اليوم التي تنشر في الصحف والمجلات مملوءة ببحوث علم النفس مثل التحليل النفسي.

8   الحداثة   Modernism

الحداثة هي منهج فكري أدبي علماني، يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع،  بني على أفكار غربية خالصة مثل الماركسية والوجودية والفرويدية والدارونية[125]، وأفاد من المذاهب الفلسفية والأدبية مثل السريالية والرمزية. يعد شارل بودلير مؤسسا للحداثة في العالم الغربي. ومن أعلامها غوستاف فلوبير Gustave Flaubert (1880) ومالا راميه  Stephane Mallarme  (1898) ومايكوفسكي   Vladimir Mayakovsky (1930). اللغة في رأي الحداثة قوة ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي ولغة الحداثة هي اللغة النقيضة للغة الموروثة. الغموض والإبهام والرمز معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي. النقد الأدبي قد تأثرت فيه حركة الحداثة حتى بدايات النصف الثاني من القرن العشرين. الموجة النقدية عالية الصوت الآن. النقد الحديث يختلف عن النقد الحداثى[126]، حتى مع الاتصال التاريخي. فالنقد الحديث في أساسه- تجريبي، ذو نزعة فلسفية، اجتماعية، ترتكز على قوانين عامة تربط بين الأسباب والنتائج- أما النقد الحداثى فإن طابعه الجمالي الوصفي يرفض الصميم ولا يسعى لاستخلاص القوانين، ويعكف على الجزئي والخاص، ولا يصدر أحكاما بالقيمة، ويقول بفردية الإدراك، وقد لا يبحث عن المعنى، إذ الأشياء موجودة بقوة وجودها وليس لأنها تحمل معنى أو رسالة. وهذا الختام العبثي هو الفاصل الحاد بين الحديث والحداثى.
الحداثة العربية هي حداثة غربية في كل جوانبها وأصولها وفروعها، اتخذت الاتجاه التجديد في الأدب، ويرتبط مفهوم الحداثة في أذهان بعض المثقفين بحركة ما يسمى بالشعر الحر. ظهرت مجلة "الشعر" الطليعية[127] avant-garde في لبنان في رئاسة يوسف الخال (1987) عام 1957 واستخدمت المجلة مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين. كان لعلي أحمد سعيد " أدونيس " دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس ما دعاه من الثبات والتحول[128]. استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداء من نهاية السبعينات للقرن العشرين عند ما أصدر كتابه: صداقة الحداثة عام 1978، وفيه لا يعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية[129]، واستعمل أدونيس مفهوم الحداثة في نقده للأدب العربي القديم والحديث. وكتابه "زمن الشعر" (1972) علامة حدود في النقد العربي الحداثي[130].
اشتهر كثير من النقاد العرب المعاصرين بمنهجهم الحداثي، منهم إدور الخراط، بعد هزيمة حرب 1967، أنشأ الخراط، في 1968، مع أصدقائه مجلة "غاليري" gallery التي تشير إلى إعانقة الحداثة[131]. ونجحت المجلة بتجربتها الحداثية. حصل الخراط على جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية لسنة 2008 وأوضحت لجنة الجائزة أن الخراط نجح أن يكشف عن إشكاليات الحداثة عند العرب كما في العالم[132]. وكتاباته مثل "راما والتنين" (1972) و"الزمن الآخر" (1985) تعبر عن الحداثة، كذلك محمود المسعدي الكاتب التونسي صاحب "حدث أبو هريرة، قال" (1973) و إلياس خوري التجريبي اللبناني صاحب "أبواب المدينة" (1981). 

9    البنيوية Structuralism   

البنيوية منهج فكري نقدي، شاع في أورب، يذهب إلى أن كل ظاهرة إنسانيةً كانت أم أدبيةً تشكل بنية، لا يمكن دراستها إلا بعد تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها، ونقطة الارتكاز في البنيوية هي البنية، لا الإطار، هي محل الدراسة، والبنيوية تكفي بذاتها ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى أي عنصر من العناصر الغريبة عنها. تؤثر البنيوية في عدد من مجالات المعرفة والتحقيق – خصوصا في الفلسفة والأنتروبولوجيا[133] anthropolgy والتاريخ وعلم الاجتماع والنقد الأدبي. سببت البنيوية في تنظيم أساسي للحالة البشرية والنسائية وسلوكها ووظيفتها وموقفها تاريخيا. وفي مجال النقد الأدبي، فإن الانفعال أو الأحكام الوجدانية عاجزة عن تحقيق ما تنجزه دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، ولذا يجب فحصه في ذاته من أجل مضمونه وسياقه وترابطه العضوي. والبنيوية، بهذه المثابة، تجد أساسها في الفلسفة الوضعية Positivism لكونت Auguste Comte  (1857)، وهي فلسفة لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية.
تعتمد البنيوية على اللغة غالبا. لغة البنيوية تشتمل على النطق والكتابة والرموز. وفي الأدب، تتحدى البنيوية الاعتقاد القديم بأن عملا فنيا يعبر عن حقيقة معينة. كان يخيل إلى البنيويين أن النص لا يحتاج إلا إلى تحليل بنيوي، الذي ليس إلا تحليل لمستوى واحد من مستويات تحليل أي بنية رمزية، نصيةً[134] كانت أم غيرَ نصية[135]. النقد البنائي يصر على مبدأ أدبية الأدب طبقا لنظرية الانبثاق ودراسة الأعمال في نفسها وعزلها عن خالقها بقطع حبل السرة الذي كان يربطها به من جانب، وإغفال السياق الاجتماعي والتاريخي من جانب آخر. والنقد هنا يصبح مثل العملية الجراحية التشريحية [136].
بدأت البنيوية في علم اللغة، في كتابات سوسيير[137]Ferdinand de Saussure مثل "Course in General  Linguistics" (1916)[138]. قد تطور مفهوم اللغة كنظام رمزي في سيمييوتكا[139]   Semiotics لبيرزC.S. Pierce  (1914) وعلى أيدي مدرسة جنيف والدائرة اللغوية ببراغو  Prague Linguistic Circleوالشكلانية الروسية Russian Formalism. وسع ستراوس  Claude Levi-Strauss(و.1908) نظرية البنيوية على أساس الأسطورة[140] وقرابة النسب والطقس. وبني نظريته على بنيوية اجتماعية. وبنيوية بارت[141] Barthes Roland تشرح اللغة عادة اجتماعية[142]. ترتكز بنيوية تشومسكي[143]  Noam Chomskyفي اللغة على أن في كل لغة بنية سطحية وبنية عميقة. ونادى بنقل العلوم اللغوية، وفي مقدمتها علم النحو وعلم النظم بخاصة، من العلوم النظرية إلى العلوم التطبيقية[144].
البنيوية منهج مستورد من الغرب، تعد أوربا وأمريكا أماكن انتشارها. وهي تنتشر ببطء في باقي بلاد العالم، ومنها البلاد العربية. إن هناك عدد من النقاد العرب يستعملون التقنيات اللغوية التي تطورت في الغرب للتعامل مع النصوص الأدبية. ومعظم هؤلاء هم المغاربة الذين ظلوا على اتصال قريب بالتطورات الفكرية في فرنسا. كانت مجلة "مواقف"[145]منذ العدد الأول لها من نوفمبر 1968 المنفذ الرئيسي لتقديم عرض موجز وجزئي للنقد اللغوي، مثل مجلة:الحياة الثقافية" و"الأقلام". كان عبد السلام المسدي من تونس أحد روادها. قاد عبد السلام البحث عند عدد من طلاب في الجامعة التونسية نحو النقد البنيوي. يعرض د. صلاح فضل معظم العرض الأساسي للبنيوية بالعربية مثل "نظرية البنائية في النقد الأدبي"، كذلك خلدون الشمعة وموريس أبو ناضر وكمال أبو ديب.
إن أولى محاولة بنيوية في النقد الأدبي العربي هي دراسة نازك الملائكة عن هيكل القصيدة التي نشرت في مطلع الستينيات، بالرغم من أنها لا تعتمد على مبادئ نظرية بنيوية واضحة. إنها تشير لأول مرة في النقد الأدبي العربي إلى توازى الأبنية الصوتية والدلالية[146]. حاول الباحث التونسي د. طاهر لبيب في تقييم الشعر العذري الأموي، يهتم بالتحليل الداخلي الذي يؤدي إلى تحديد بنية عالم العذريين الشعر طبقا لمبادئ جولدمان[147]  .Emma Goldmanويحاول ربطها بالبنيوية الاجتماعية والاقتصادية. يجازف الباحث برسم هيكل البنية الاجتماعية الاقتصادية الأموية على أساس أنها تعتمد على "الإنتاج الموسع" لرأس المال ضد منفعة البدو. والتونسي حسين الواد درس عن "رسالة الغفران" للمعري تحليلا بنيويا[148]، وهو حلل "ميكانيزم" العلاقات بين الوحدات الجزئية في الرسالة. وفي المجال التطبيقي، اشتهر إنجازات كمال أبي ديب في دراساته في الشعر العربي ودراسات عبد السلام المسدي عن المتنبي ورسالة الدكتورة سيزا قاسم عن ثلاثية نجيب محفوظ (2006).

10    ما بعد البنيوية   Post-Structuralism

وفي أواخر الستينات من القرن العشرين، عانت البنيوية كثيرا من الانتقادات. إن ما بعد البنيوية محاولة اعتراضية لعيوب البنيوية ولتجربة إمكانياتها ، وأساسها في علم اللغة السوسييوري Saussurean Linguistics . وهي تكمل، في معنى آخر، البنيوية بإعطاء أجناس جديدة للتحقيق والشرح والتفسير. تشرح ما بعد البنيوية أي نص كأنه غير مستقر ومتقلب. يقع أصل تفكير ما بعد البنيوية في اعتقاده بصفات غير متساوية وغير متناسبة للغة[149]. كان لرولان بارت Barthes مكان مهم في نظرية ما بعد البنيوية لأنه قد جسر بين الحركات البنيوية وما بعد البنيوية. ونظرية ما بعد البنيوية لبَارت Barthes هي تفكيكية deconstruction في الأصل. وجوليا كريستيفا[150] Julia Kristeva أجمعت ما بين البنيوية والتحليل النفسي في موقف واحد. حاولت جوليا أن تربط الأصوات الشعرية بالدوافع الجنسية الابتدائية. التفكيكية هي مظهر رئيسي[151] استعملتها نظرية ما بعد البنيوية في النقد الأدبي. تجاوبت ما بعد البنيوية غالبا مع الوعي التاريخي والثقافة الأخلاقية[152].



11    التفكيكية Deconstruction  

اصطلاحية تشير إلى ممارسة خاصة في القراءة[153]، ولذلك إنها طريقة نقدية وشكل من التحقيق التحليلي. وفي رأي باربرا جونسون Johnson إن هناك قرابة بين المعاني التحليلية والتفكيكية. ومعناها اللغوي تعطيل وإبطال. وقراءة تفكيكية هي قراءة تحليلية لخاصية الاختلاف النقدي لنص من نفسه[154]، لما تطورت ما بعد البنيوية جوابا للبنيوية أو إحلالا لها، ترتكز التفكيكية على البلاغة والانعكاسية للنص ، كما فعل أصحاب النقد الجديد[155] New Critics في أمريكا في بداية القرن العشرين. الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا Jacques Derrida (2004) هو واضع نظرية التفكيكية في أوربا. وكتبه مثل of grammatology (1967) تعتبر أساسا للتفكيكية. التفكيكية في رأي دريدا هي زيارة مجردة إلى النص[156]. وهي خاصية مؤثرة في ما بعد البنيوية لأنها تشرح نوعا جديدا لممارسة قراءة هي التطبيق الأساسي في ما بعد البنيوية. يقول دريدا بأن نصا يمكن أن يقرأ منه قراءة مختلفة مما كانت تقصد منه. والنقد التفكيكي لدريدا يعتمد على شعار: ليس هنا شيئ إلا النص[157]There is nothing except the text . ويمكن أن تحل لغة محل لغة أخرى لشرح المحادثة. وقد تطورت التفكيكية في أمريكا على يد النقاد الأمريكيين إلى نظريات متنوعة. وأشهرهم بول دي مان Paul de Man (1983) وهرتمان Geoffrey Hartman . وتطور نقد النسوية التفكيكية  deconstructive feminism[158] في الغرب ومن ممثليها سيكسو  Helene Cixous وإرغاري Luce Irigaray .

12    ما بعد الحداثة Post-Modernism 

اصطلاح عام (وجدلي[159] أحيانا) يستعمل للدلالة على التغييرات والتنميات والعادات التي أصابت الأدب والفنون والموسيقي والعمارة والفلسفة، من الأربعينيات أو الخمسينيات للقرن العشرين. المفكر الفرنسي لوتيارJean Francois Lyotard هو الذي قدم[160] ما بعد الحداثة أيضا. وهي محاولة لإعادة التفكير في المنظر الثقافي بالنظرات الإنسانية[161]. ما بعد الحداثة مختلفة من الحداثة لأنها رد فعل للحداثة. ولكن المدارس الطليعية avant-garde في الأدب والفنون حركات حداثية. تمر ما بعد الحداثة جانبا للحداثة. ويمكن أن تعتبر حركات ما بعد الحداثة مدارس طليعية جديدة. أدب ما بعد الحداثة أدب ضد العادات والسلطة. حركة [162]anti-novel في الأدب القصصي أثر لما بعد الحداثة. والشعر العيني concrete poetry ومسرح اللامعقول theatre of the absurd  والمسرح الشامل Total theatre وtheatre de complicite  من آثار ما بعد الحداثة. المنهج الانتقائي eclectic approach مثل الواقعية السحرية Magic realism واضح في أدب ما بعد الحداثة[163]. ومنذ السبعينيات، ازدهر النقد الماركسي والنسوي والتحليل النفسي في نقد ما بعد الحداثة. ونقدها نسبي. وله علاقة تامة بما بعد البنيوية والتفكيكية. ومن ممثلي ما بعد الحداثة في الغرب: دريدا وفوكو[164] Michel Foucault ولوتيار Lyotard وبوردرلاد Jean Baudrillard (2007).
وصلت مدارس ما بعد الحداثة والمدارس اللغوية الأخرى إلى العالم العربي الشرقي على أيدي مثقفي الدول العربية في شمال أفريقيا: تونس والمغرب خاصة لقوة التواصل اللغوي بين فرنسا ومستعمراتها القديمة. الأسماء مثل دريدا وفوكو – على التقريب – هي الأكثر ترديدا في التنظير النقدي المعاصر في الثقافة العربية، ومبادئها النقدية هي الأكثر توجيها وتأثيرا في مجالات التطبيق عند العرب كذلك. يستعمل كثير من الأدباء والنقاد العرب مبادئ ما بعد الحداثة في كتاباتهم. ومَن أشهرَ منهم أدونيس وكمال أبو ديب ويوسف الخال وعبد السميع زين الدين وشكري عياد (1999) وإبراهيم نصر الله وأمين المعلوف. كان الاهتمام بعلم السيميولوجيا، ونقد الأشكال الأدبية ومداخل أخرى للأدب تشهد به مجلة "ألف" الثنائية اللغة التي تصدر من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث خصص العدد الثاني منها (فصل الربيع 1982) للنقد والطليعة الأدبية avant-garde. يمثل صراحة كمال أبي ديب بأن الحركات الحديثة الثلاث جعلت من المستحيل أن ينظر إلى العالم كما كان ينظر إليه سابقا، هي الماركسة ورؤية بيكاسو Picasso والبنيوية.


الخاتمة

لم يكن النقد العربي في عصور النهضة قديما وحديثا بمغزل من التيارات والمدارس الأجنبية. إن أفلاطون وأرسطو قد أثرا في النقد الأدبي العربي، ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر تأثر الأدب العربي الحديث ونقده بالمذاهب الغربية. كان من ثمرة ذلك التأثير نهوض الأدب الموضوعي فأخذ يقوم –عن وعي– بدوره النفسي والاجتماعي، متمشيا في نواحيه الفنية مع أحدث الاتجاهات العالمية. ونقاد الحداثة ينادون بالوقوف عند حد النص الإبداعي وحده، وعدم تجاوزه إلى غيره، وبعبارة أخرى: تجريد النص من قائله وكأنه مجهول، ومن كافة ظروفه، اكتفاء بتحليل نصي. ولا يستطيع لأحد أن ينكر تأثير النقد العربي بهذه المدارس لأن العالم العربي كان –ولا يزال- في اتصال دائم بالغرب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعلميا وفنيا. أخذ النقد العربي الحديث أصوله من جميع المذاهب النقدية في القديم والحديث ومن الشرق والغرب على حد سواء.

المراجع

1.         البعلبكي ، منير ، (1980) ، موسوعة المورد ،  دار العلم للملايين ، بيروت .
2.         الجوزو ، د. مصطفى، مصطفى صادق الرافعي ، دار الأندلس .
3.         حنون، د. عبد المجيد ، (1996) ، اللانسونية وأثرها في رواد النقد العربي الحديث ، الهيئة المصرية العامة.
4.         خفاجي ، د. محمد عبد المنعم، (2002) ، مدارس النقد الأدبي الحديث ، ط: 2 ، دار المصرية اللبنانية، القاهرة.
5.         رحمة الله ، أ. أي. ، (2005) ، الأدب والنقد عند العرب ، مكتبة الهدى ، كاالكوت .
6.         زكي ، د. أحمد كمال، النقد الأدبي الحديث-أصوله واتجاهاته ، دار النهضة العربية، بيروت .
7.         الشنطي ، د. محمد صالح، (2001)، الأدب العربي الحديث، ط: 3، دار الأندلس، حائل، المملكة العربية السعودية.
8.        عبد الجليل ، علي ، (2005)،  فن كتابة القصة القصيرة ، دار أسامة ، الأردن .
9.        عبد الرزاق ، د. سيد سيد ، (2002) ، المنهج الإسلامي في النقد الأدبي ، ط 1 ، دار الفكر المعاصر ، بيروت.
10.    عبد الله ، د. محمد حسن، (2005) ،مداخل النقد الأدبي الحديث،    دار المصرية السعودية ، القاهرة.
11.    العشماوي ، (1980) ، الأدب وقيم الحياة المعاصرة ، دار النهضة العربية ، بيروت.
12.    فضل ، د. صلاح ، (1998) ، نظرية البنائية في النقد الأدبي: ، دار الشروق ، القاهرة
13.    كارلوني  وفللو ، تطور النقد الأدبي في العصر الحديث ، ترجمة: جورج سعد يونس ، دار مكتبة الحياة ، بيروت .
14.    مرزوق ،  د. حلمي ، (1980) ، مقدمة في دراسة الأدب الحديث، دار النهضة العربية ، بيروت.
15.    مكي ، طاهر أحمد ، (1986) ، الشعر العربي المعاصر ، ط 3، دار المعارف ، القاهرة.
16.   هلال ، د. محمد غنيمي ، (2005) ، النقد الأدبي الحديث ، ط 6 ، نهضة مصر.
17.   جريدة "دنيا الشرق" ، الدمام ، 27 فبراير 2008.

18.   Allen,Roger,(1998),An introduction to modern Arabic literature, Cambridge UniversityPress, London
19.   Badawi , M M (Ed.),  (2006), Modern Arabic Literature, Cambridge University Press, New York.
20.   Blaimires, harry, (2000), A history of literary criticism, Macmillan, New Delhi
21.   Cuddon, JA, (1999), Literary Terms and Literary Theory, Penguine Books, London
22.   Islamika Vijnana Kosham,  (1997), Vol II,  Islamic Publishing House, Calicut
23.   Jayyusi, Salma Khadra, (2005), Modern Arabic Fiction, Columbia University Press, NY.
24.   Jeorge, CJ (Ed.), (1996), Adhunikanandara Sahitya Sameepanangal, Book worm, Thrissur
25.   Meisami, Julie & Starkey, Paul,(1998), Encyclopaedia of Arabic Literature,Vol II,Routledge, London.
26.   Royle, Nicholas, (2000), deconstructions, Palgrave, NY.
27.   Ryan, Michaael, ( 2007 ), Literary Theory: a practical introduction, Ed 2, Blackwell Publishing, USA.
28.   Sudhira, K P, (2007), Khalil Jubran : Anashwarathayude Rahasyam, Olive, Calicut.
29.   The Hindu, March 27, 2008.
30.     www. Poetry-portal.com/styles.html
31.     www. Geocities.com
32.     Encyclopedia Britannica 2008 Ready reference, DC Books, Kottayam


[1]   ت. س. إليوت (1965) هو شاعر وناقد إنجليزي، يعتبر أحد أبرز ممثلي الشعر الحر. 
[2]   خفاجي، د. محمد عبد المنعم، مدارس النقد الأدبي الحديث، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط: 2، (2002)، ص 221.
[3]   عبد الله ، د. محمد حسن، مداخل النقد الأدبي الحديث، دار المصرية السعودية ، القاهرة ، (2005) ، ص 68.  
[4]   قبش ، أحمد ، تاريخ الشعر العربي الحديث ، دار الجيل ، بيروت ، (1981 ) ، ص  7.
[5]  البعلبكي ، منير ، موسوعة المورد ، ج 7 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، (1980) ، ص 37
[6]  عبد الله ، ص 279.
[7]   شانت بيف (1869) ناقد أدبي فرنسي.
[8]  الجهني ، د. مانع بن حماد، الموسوعة الميسرة ، ج 2 ، ط 5 ، دار الندوة العالمية ، الرياض ، (2003 ) ، ص 857
[9]   Badawi , M M (Ed.), Modern Arabic Literature, Cambridge University Press, New York, (2006), P 423.
[10]   خفاجي ، ص 110
[11]. Meisami, Julie & Starkey, Paul, Encyclopaedia of Arabic Literature, Vol II, Routledge, London, (1998), P 665
[12]  أفلاطون ( 347 ق.م.) فيلسوف يوناني وتلميذ سقراط.
[13]  عبد الله ، ص 45
[14]  مذهب فني يقول بأن مهمة الفنان ليست تصوير الواقع الموضوعي بل "تسجيل" أو "تقييد" الانطباعات العابرة التي تخلفها   في نفسه المغايرة بين الضوء والظل.
[15]  هلال ، د. محمد غنيمي ، النقد الأدبي الحديث ، نهضة مصر ، ط 6 ، (2005) ، ص 381.
[16]  هازليت (1830) كاتب إنجليزي اتسم أسلوبه بالبساطة والبعد عن التكلف الفني.
[17]  خفاجي ، ص 129
[18]  جمعية أدبية مصرية أسسها أحمد زكي أبو شادي سنة 1932.
[19]  مدرسة أدبية مصرية متأثرة بالرومانطيقية الإنجليزية (1920-21) وأصحابها العقاد والمازني وشكري.
[20]  العشماوي ، الأدب وقيم الحياة المعاصرة ، دار النهضة العربية ، بيروت ، (1980)، ص 105.
[21]  ناقد وكاتب مسرحي ألماني (1781)، يعد أول مسرحي ذي شأن في تاريخ الأدب الألماني.
[22]  الشعر المرسل Blank Verse   هو شعر موزون وغير مقفى.
[23]  الحركة الأدبية للأدباء اللبنانيين والسوريين الذين نزحوا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية في القرني التاسع عشر والعشرين.
[24]   قبش ، ص 386.
[25]   عبد الله ، ص 99.
[26]   روائي فرنسي (1920) الذي يعتبر مؤسس المذهب الطبيعي في الأدب.
[27]    ابن حسين، محمد بن سعد، الأدب الحديث : تاريخ ودراسات، ج 2 ، ط 6 ، دار عبد العزيز ، الرياض،(1998 )،ص 72.
[28]    عبد الله ، ص  96
[29]  نفس المصدر ، ص  97.
[30]  خفاجي ، ص 126.
[31]  عبد الجليل ، علي ، فن كتابة القصة القصيرة ، دار أسامة ، الأردن ، (2005) ، ص 88.
[32]  فيلسوف اجتماعي ألماني (1883) وواضع الشيوعية.
[33]  فيلسوف اشتراكي ألماني (1895) الذي أسهم مع ماركس في وضع "البياني الشيوعي".
[34]  عبد الرزاق ، د. سيد سيد ، المنهج الإسلامي في النقد الأدبي ، ط 1 ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، (2002)، ص 153
[35]  عبد الله ، ص 99.
[36] Dialectrical Materialism  نظرية تقول بأن حياة الإنسان العقلية والروحية وأفكاره وأهدافه تعكس كلها الأحوال المادية التي يعيش الناس في ظلها، وبأن العلاقات التي تنشأ بين الناس تحدد العلاقات الطبقية في المجتمع.
[37]   Historical Materialism نظرية تقول بأن سير التاريخ وتطوره يحكمها الصراع بين الطبقات المتنافسة.
[38]   البعلبكي ، ج 9 ، ص  206
[39]  زعيم الثورة الشيوعية في روسيا ومؤسس الاتحاد السوفياتي (1924).
[40]  زعيم ثوري سوفياتي (1940).
[41]  زعيم صيني (1976) ومؤسس جمهورية الصين الشعبية.
[42]  خفاجي ، ص 318.
[43]  Badawi, P 439.
[44]   روائي وكاتب مسرحي وفيلسوف فرنسي (1980) الذي يعتبر زعيم الوجودية الفرنسية.
[45]  روائي فرنسي (1960)، منح جائزة نوبل في الأدب عام 1957.
[46]  عنيمي ، ص 327.
[47]  عبد الله ، ص 54.
[48]  خفاجي ، ص 107.
[49]  العشماوي ، ص 118.
[50]   Islamika Vijnana Kosham, Vol. II, Islamic Publishing House, Calicut, (1997), p. 586.
[51]   Badawi, P 43.
[52]  خفاجي ، ص 107.
[53]  غنيمي  ، ص 458.
[54]  مذهب فني يستهدف التعبير عن المشاعر أو العواطف والحالات الذهنية في نفس الفنان.
[55]   مذهب في الفن والأدب نشأ في فرنسا عام 1880 وتميز بالنزوع إلى تطبيق مبادئ العلوم الطبيعية وأساليبها.
[56]    الشنطي ، د. محمد صالح ، الأدب العربي الحديث ، دار الأندلس، حائل ، ط: 3 ، (2001) ، ص 222.
[57]   مذهب فني يصور الأشياء لا كما يراها الفنان بل كما يفهمها بنيويا، وذلك في مكعبات وأشكال هندسية أخرى.
[58]   الجوزو ، د. مصطفى، مصطفى صادق الرافعي ، دار الأندلس ، ص 295.
[59]   الشنطي ، ص 221.
[60]   فيلسوف ألماني (1900) الذي بشر بـ"الإنسان الأعلى".
[61]  Sudhira, K P, Khalil Jubran : Anashwarathayude Rahasyam, Olive, Calicut, (2007),  P 51.
[62]   العشماوي ، ص 127.
[63]   غنيمي ، ص 564.
[64]   الشنطي ، ص 231.
[65]   نفس المرجع ، ص 232.
[66]   مكي، طاهر أحمد ، الشعر العربي المعاصر ، دار المعارف ، القاهرة، ط 3.، (1986) ، ص 152
[67]   الشنطى ، ص 224.
[68]   فيلسوف ألماني (1804)، الذي يعتبر أحد أعظم الفلاسفة.
[69]   شاعر وروائي فرنسي (1872)، الذي  يعتبر من أركان المدرسة البرناسية.
[70]   شاعر فرنسي (1867) تميز شعره بطابع إباحي.
[71]   شاعر وروائي وكاتب مسرحي أيرلندي (1900)، الذي يعتبر من أبرز رواد الفن للفن.
[72]   البعلبكي ، ج 1، ص 172
[73]   عبد الله ، ص 97.
[74]   القول بأن الجمال هو المبدأ الأساسي، وبأن سائر المبادئ كالخير وغيره من المبائدئ الأخلاقية مشتقة منه.
[75]   هلال ، ص 297.
[76]   خفاجي ، ص 158.
[77]   البعلبكي ، ج 5 ، ص 176
[78]    حركة تعزز النزعة الفردية، وروح النقد، والتأكيد على ضرورة الانشغال بقضايا الإنسان وهمومه الدنيوية.
[79]   Blaimires, harry, A history of literary criticism, Macmillan, New Delhi , (2000),  P 325.
[80]    زكي ، د. أحمد كمال، النقد الأدبي الحديث-أصوله واتجاهاته ، دار النهضة العربية، بيروت ، ص 236.
[81]    عبد الله ، ص 104.
[82]    العشماوي ، ص 129.
[83]    كاتب وناقد إنجليزي (1834يعد أحد أبرز كتاب المقالة في الأدب الإنجليزي.
[84]    هلال ، ص 308.
[85]    عبد الله ، ص 21.
[86]    رحمة الله ، أ. أي. ، الأدب والنقد عند العرب ، مكتبة الهدى ، كاالكوت ، (2005) ،  ص 293
[87]    زكي ، ص 190
[88]    كارلوني وفللو ، تطور النقد الأدبي في العصر الحديث ، ترجمة: جورج سعد يونس ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، ص 47.
[89]    نفس المصدر ، ص 75
[90]    المذهب الحسي، مذهب فلسفي يقصر المعرفة على ما يمكن إدراكه بالاختبار الحسي.
[91]   عبد الله ، ص 61
[92]    مرزوق أ د. حلمي ،  مقدمة في دراسة الأدب الحديث، دار النهضة العربية ، بيروت، (1980)، ص 138
[93]    حنون، د. عبد المجيد ، (1996) ، اللانسونية وأثرها في رواد النقد العربي الحديث ، الهيئة المصرية العامة. ، ص 161
[94]    عبد الله ، ص 17
[95]    فيلسوف وفيزيائي ورياضي فرنسي (1650) الذي يعتبر مؤسس الفلسفة الحديثة.
[96]    أحد نظريات فلسفية مختلفة تؤكد على الحقيقة الموضوعية.
[97]    البعلبكي ن ج 7 ، ص 208
[98]    اشتراكي فرنسي (1907شجب الملكية الشخصية.
[99]    شاعر فرنسي (1891) من أركان مدرسة البرناسية.
[100]   قبش ، ص 259
[101]  عالم الإنسانية الاجتماعي البلجيكي الفرنسي المعاصر والداعية البارز لما بعد البنيوية.
[102]   اللغوي الأمريكي الروسي المولد (1982)
[103]   مصطلح يقصد به التمسك الشديد بالأشكال الخارجية في الأدب والفن وما إليها، ويهدف إلى تمثيل الأشياء من طريق الشكل  الهندسي التجريدي، لا من طريق مظهر الأشياء الطبيعي.
[104]   هلال ، ص 421.
[105]    طبيب أمراض عصبية نمساوي (1939)، ومؤسس طريقة التحليل النفسي.
[106]    فيلسوف ألماني (1831) صاحب "المنطق الجدلي الهيغلي".
[107]   قبش ، ص 632.
[108]   خفاجي ، ص 176.
[109]   الجوزو ، ص 331.
[110]   العشماوي ، ص 62.
[111]   البعلبكي ، ج 1 ، ص 26
[112]   مسرح العبث، مصطلح يطلق على بعض الأعمال المسرحية الأوروبية والأمريكية. تبدو مسرحية اللامعقول أشبه مسلسلة من الأحداث العشوائية التي لا يربط ما بينها  أي رابط، كأنما يقصد من ذلك إلى إظهار تناقضات الحياة والنفس الإنسانية.
[113]   روائي وكاتب مسرحي أيرلندي (1989).
[114]   الكاتب المسرحي الفرنسي الروماني المولد (1994)، من رواد مسرح اللامعقول.
[115]   خفاجي ، ص 185.
[116]   كارلوني ، ص 105.
[117]   هلال ، ص 350
[118]   عالم نفسي سويسري (1961)، أحد أعظم علماء النفس في العصر الحديث.
[119]   زكي ، ص 236
[120]   خفاجي ، ص 129.
[121]   زكي ، ص 259
[122]  Badawi, P 430
[123]  عبد الله ، ص 123
[124]  عبد الله ، ص 145
[125]  مذهب  تشارلز داروين في أصل الأنواع وتطورها، يقول بأن الكائنات الحية تنزع إلى إنتاج مواليد تختلف اختلافا طفيفا عن أبائها.
[126]  عبد الله ، ص 128
[127]   اسم عام يطلق، في الفن خاصة، على كل جماعة تبتدء أسلوبا جديدا أو أصيلا في التعبير الفني.
[128]     Allen, Roger, An introduction to modern Arabic literature, Cambridge University Press, London, (1998), P 237.
[129]   الجهني ، د. مانع بن الحماد ، الموسوعة الميسرة ، ج 2 ، ط 5، دار الندوة ، الرياض ، (2003) ، ص 871
[130]     www. Geocities.com
[131]     Jayyusi, Salma Khadra, Modern Arabic Fiction, Columbia University Press, NY, (2005), P 48.
[132]   جريدة "دنيا الشرق" ، الدمام ، 27 فبراير 2008 ، ص  5.
[133]   علم يبحث أصل الجنس البشري  وتطوره  وأعراقه  وعاداته ومعتقداته وثقافته.
[134]   زكي ، ص 65
[135]   الجهني ، ص 898
[136]   فضل ، د. صلاح ، نظرية البنائية في النقد الأدبي: ، دار الشروق ، القاهرة ، (1998) ، ص 221.
[137]   لغوي سويسري (1913) وتعتبر مفاهيمه اللغوية بداية لنظرية البنيوية.
[138]   Ryan, Michaael, Literary Theory: a practical introduction, Ed 2, Blackwell Publishing, USA, (2007), P35.
[139]   دراسة الإشارة والسلوك التي تستعمل الإشارات، خصوصا في اللغة. ظهر السيميوطيقا طريقة لفحص الظواهر في الحقول المختلفة: علم الجمال وأنتروبولوجيا والاتصالات وعلم النفس وعلم الدلالة.
[140]   Jeorge, CJ (Ed.), Adhunikanandara Sahitya Sameepanangal, Bookworm, Thrissur, (1996), P 24
[141]   الناقد الاجتماعي والأدبي الفرنسي (1980)، ساعد لتأسيس البنيوية كأحد الحركات الثقافية القيادية للقرن العشرين
[142]   Cuddon, JA, Literary Terms and Literary Theory, Penguine Books, London, (1999), P 870.
[143]   اللغوي الأمريكي المعاصر (و.1928) وهو فيلسوف وناشط سياسي، وصف نفسه اشتراكيا تحريريا.
[144]   خفاجي ، ص 223.
[145]   الشنطي ، ص 235 
[146]   فضل ، ص 319.
[147]   الفوضي الدولي الروسي المولد (1940).
[148]   نفس المرجع ، ص 323.
[149]   Cuddon, P 692
[150]   المحلل النفساني الفرنسي البلغاري المولد والناقد والمربي (و.1941).
[151]   Ryan, P. 69.
[152]   Raveendran, P.P., (1999), Adhunikanandaram: Vicharam, Vayana, Current Books, Thrissur, P 24.
[153]  Raveendran, P 24.
[154]  Cuddon, P 210.
[155]   أصحاب النقد الأدبي التحليلي، الذين يركزون تركيزا شديدا على اللغة والصور البلاغية والتوترات العاطفية والعقلية، وبخاصة في الشعر، في محاولة لاستكناه جمالية العامة.  
[156]   Royle, Nicholas, deconstructions, Palgrave, NY, (2000), p 6.
[157]   Jeorge , p67
[158]  Ryan, p 68
[159]  Cuddon, P 689.
[160]  Jeorge , P 41.
[161]  www. Poetry-portal.com/styles.html
[162]   Raveendran , P 38
[163]   Cuddon, P 690
[164]   البنيوي الفرنسي (1984) وفيلسوف ومؤرخ مشهور.

2 comments:

  1. السلام عليكم
    شكرا يا اخي لهذه المبادرة الطيبة 0الله وفقك للاستمرار في هذا المضمار

    ReplyDelete
  2. شكرا لهذه المبادرة، ملاحظة: في القطع الذي يتكلم عن الوجودية ذكرت الآتي: كان سهيل إدريس (2008) من أوائل الذين تأثروا بالوجودية وكان أول من استعمل الوجودية في الرواية العربية[50]. دعت مجلة "الأدب"، لإدريس، التي كانت تصدر من بيروت، في عددها الأول في يناير 1953، إلى الالتزام
    نود لفت الانتباه الى ن المجلة تدعى: الآداب، وهي ما تزال تصدر الى الآن. يرأس تحريرها ابن الدكتور سهيل ادريس: الدكتور سماح ادريس. وهناك موقع الكتروني للمجلة
    اقتضى التوضيح
    شكرًا

    ReplyDelete